wwww.risalaty.net


أما آن الأوان ؟


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

 

خلق الله تعالى الخلق ، وجعل منهم صفوة مختارة ، هم أنبياء الله ورسله، وفي الذروة منهم أولو العزم من الرسل ، وذروة الذرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، خلاصة خير البشر ، وأطيب غصن في سلالة ولد آدم -عليه السلام – اختاره الله تعالى ليكون رحمة للعالمين ، فقد كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة وأما هو فبعث إلى الناس عامة ، ولهذه المنزلة الرفيعة جمع الله له ما تفرَّق من خُلُق المصطَفَيْنَ الأخيار، فكان عالماً في " فرد" أو " فرداً " في عالَم .

هذا هو النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم ، صاحب أطهر سيرة عرفتها البشرية،ومبلِّغ آخر رسالة سماوية اتصفت بالعموم والخلود،ومربي أفضل جيل في تاريخ البشرية ، ومنشىء خير أمة أخرجت للناس،وصانع أول دولة في تاريخ الإسلام ..

لقد آن الأوان أن يتعرف العالم بأسره على خصائص هذه الشخصية الفريدة،وأن ننتقل – نحن المسلمين – من مفهوم الرواية إلى الدراية بكل أخباره وصفاته وشمائله وغزواته، لكي ننشرها بوعي كامل لأبعاد دعوته عليه الصلاة والسلام ، لأن ما تعانيه أمتنا الإسلامية اليوم هو حالة من " الاستعلاء الثقافي " يمارسه علينا العالم الغربي ،الذي ينظر إلينا بنوع من الازدراء والنقص ، خلا المنصفينَ منهم أمثال الكاتب الإنجليزي توماس كارليل الذي كتب في كتابه المشهور " الأبطال " قائلاً :

" لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد متمدن من أبناء هذا العصر أن يصغي إلى ما يُظَنُّ من أن دين الإسلام كذب ، وأن محمداً خادع مزور ، وآن لنا أن نحارب ما يُشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة ، فإن الرسالة التي أدَّاها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير مدَّة اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا ، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائقة الحصر والإحصاء أكذوبة وخدعة ؟؟؟ " .

لقد قضى رسول الله حياته كلها زاهداً في الدنيا وحطامها،طامعاً بمرضاة الله تعالى ، حريصاً على تبليغ الرسالة بأمانة " بلغوا عني ولو آية ".

تعامل رسول الله مع أصحابه وخصومه بإنصاف شديد ، ارتقى بالمرأة وأعلى من مكانتها ، رعى الشيخوخة ، وعُني بالطفولة ، ودعا للحفاظ على البيئة ، و رفِق بالحيوان ، وكرَّم الإنسان ، ودعم إقامة المجتمع المتمدن والمتحضر ، وحرص على التوازن بين عالم الدنيا والآخرة ، عاش حياته كلها بعيداً عن الغموض والخصوصيات والأسرا ر ، ليس في سيرته شيء يروى وشيء لا يروى ، كما أنه ليس في حياته أمر يستحيى من ذكره ، ولا خطوط حمراء يحرم تجاوزها ، حتى في علاقته الأسرية ، كانت مِلكاً للجميع ، لأنها تشريع وتبصرة للناس.لقد آن الأوان لندرك واجبنا تجاه هذا النبي العظيم ، فتعالوا بنا نبدأ ....

محمد خير الطرشان