wwww.risalaty.net


دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء


بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان

 

          قال ذو النون المصري - رحمه الله تعالى - وهو يشخّص دخول حالة الفساد على الخلق: " إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء " :
1- ضعف النية في عمل الآخرة
2- صارت أبدانهم رهينة لشهواتهم
3- غلبهم طول الأمل مع قرب الأجل
4- آثروا رضا المخلوقين على رضا الخالق
5- اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم - صلّى الله عليه وسلّم - وراء ظهورهم
6- جعلوا قليل زلاّت السلف حجة لأنفسهم ودفنوا الكثير من مناقبهم .
لا بد من التخلص من هذه الأمور الستة؛ التي دخل الفساد على الخلق منها, وأعظمها وأجلّها أن ينظر الإنسان إلى نفسه، فيبصر عيوبها، ويستدرك أخطائها بالمجاهدة، والسيطرة عليها.
ورد عن بعض الصالحين قوله: "لا يرى أحدٌ عيب نفسه وهو مستحسِنٌ من نفسه شيئاً, وإنما يرى عيوب نفسه من يتهمها في جميع الأحوال".
إذا كان الإنسان دائماً ينظر إلى نفسه على أنه محسنٌ, وكريمٌ, وطائعٌ لله سبحانه وتعالى، فهو إذاً راضٍ عن نفسه, و الواجب أن يتهم نفسه بالتقصير .
 قال أحد الصالحين: "ما أسرعَ هلاكَ مَن لا يعرف عيبَه". فإن المعاصي بريد الكفر، أي هي من المقدمات.
أسأل الله تعالى أن يخلّصنا من ظلمات أنفسنا، وأن يخلّصنا من شهواتها، وأن يكرمنا بالسيطرة عليها؛ حتى ندرك الأسرار والأنوار، كما قال أحد الصالحين: "النفس ظلمةّ كلها، وسراجها سرها، ونور سراجها التوفيق".
فمن لم يصحبه في سره توفيقٌ من ربه كانت حياته ظلمة كلها.
.......................
من كتاب " نور على نور " للشيخ محمد خير الطرشان .