wwww.risalaty.net


أدْرِكِ القُربَ الحَقِيْقيّ


بقلم : بتول العاشق الملقّب بعرب

 

 
   أمْعن ِالنّظرَ في حياتِك....حدّقْ بنفسِك وبمنْ حولَك ....
انظرْ إلى ما وراءَ السِّتار...أسكنِ الطَّرفَ على دقائقِ الأمور.....
استخلصْ ما في القلوب ...حلِّلْ ما يدورُ في العيون....
 افهمْ ما يجولُ في العقول ....اقرأْ ما بينَ السّطور وما في الصّدور .......
بنظرةٍ تكتنفُها حقيقة ُ الحقيقةِ من كلِّ الجوانب....
استرسلْ في رؤياك وتفكيرك .....
حبَّذا لو تدقق ... تركّز...
ثمَّ تساءلْ عن القريبِ الذي لا يبعدُ مهما ابتعدت
هل ستجيبُك ذاتك ؟؟..هل ستخبرك عنه؟؟...
 حتماً ستعجز
فما من أحدٍ يقابلُ البعدَ إلا بالبعد...
اسأل عمَّنْ يُعِيْنُك وإن لم تُعِن..
اسأل عمَّنْ يُسعِدك ولو أَحزنت ..
اسأل ْ عمَّنْ يليّنُ قلبك ويرأفُ بك ويرحمُك
 وإن كنت قاسيَ القلبِ غيرَ رحيم
سيأتيك الجوابُ : ما من أحد بشريّ .
مهما كَثُرتِ الاحتمالاتُ فلن تكثرَ الإجابات...
فالإجابة واحدة ....
 
هو من يستحقُّ أنْ
 
 تعشقَََه إلى حدِّ الجنون والهيام....
                             وتهبَ عمرَك من أجله ...
وتفنيَ حياتَك فقط بذكرِ اسمه....
عليكَ ....
    أن تسكنَه فؤادَك ..وعقلَك ...وروحَك ...وكيانَك...
           أن تشعرَ بحِّبه بكل جوارحك وبكلِّ ما أُوْتيتَ من عاطفة ...
                 أن تهيمَ به إلى أبعدِ الحدود ...أو ألا تجعلَ حدّا ً أبدا....
                        أن تكونَ في لوعةِ اشتياق ٍ دائم ٍ لِلَحظة ِ قرب ٍ حقيقيَّةٍ ...
مَعْ  مَنْ هُوَ أقربُ إليكَ منْ حبل ِ الوريد...
ما أجملَها من لحظة ٍ....وما أرقَّها...
فوقعُها في النَّفس ِ هيِّنٌ ليِّنُ صعبٌ شديد ....
و مهما طالت مدّتُها  ستبقى وحدَكَ ترجو وتطلبُ المزيدَ والمزيد ...
فأنت مع محبوبكَ الأوّلِ والأخير...ألا وهو ..خالقُك...
                                                        ...بارئُك...
                                                                ...مصوِّرُك....
                 
                     اللهُ جلَّ جلالهُ....
هيَّا فلْتأْسِرْ  نفسَك في طيَّاتِ عبادتِه وحروفِ اسمهِِ الجليلة....
     ولْتقفْ على عتباتِه بأعينٍ تفيضُ دمعاً من فيضِ المشاعر...
 
مُدْرِكا ً أنَّ عيشَكَ كلَّه وعمرَك ينبغي أن يكون فقط من أجلِ شُكرِهِ ،لا منْ أجلِ شُكرِ أحدٍ  آخر ..