::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> خطب الجمعة

 

 

حقوق الإنسان في الإسلام

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 


خطبة الجمعة بتاريخ
20/1/2012
في جامع العثمان بدمشق
 
الحمد لله ثم الحمد لله.. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.. يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. سبحانك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير.. وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله وصفيُّه وخليلُه.. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على هذا النبيّ الكريم وعلى آله وصحبه الغُرّ الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعدُ فيا عباد الله: أُوصي نفسي وإيَّاكم بتقوى الله تعالى.. وأحثُّكم على طاعته والتمسك بكتابه، والالتزام بسنة نبيّه سيدنا محمدٍ صلَّى الله عليهِ وسلَّم ومنهاجه إلى يوم الدين..
يقول ربنا تارك وتعالى في القرآن الكريم ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة:30]
أيها الإخوة المؤمنون: قصة سيدنا آدم عليه السلام مذكورة في القرآن الكريم وفيها من الحكم والأحكام ما يجعلنا نقف عند كل جملة وفكرة وعبارة.. ولعل من أميز ما في قصة سيدنا آدم عليه السلام هو هبوطه إلى الأرض.. ومن كان خليفة الله في الأرض أقام فيها حكمه وعمرها بالخير وبالذرية ثم كانت هذه الخلافة في الأرض سلسلةً توارثية إلى زماننا هذا إلى قيام الساعة..
 هكذا قضت حكمة الله سبحانه وتعالى وإرادته أن يكون في الأرض خلافة عن الله يمثلها هذا الإنسان. الإنسان الذي خلقه الله ضعيفاً، والإنسان الذي من شأنه أنه عبدٌ لله سبحانه وتعالى، اختاره ربنا سبحانه فضلاً عن سائر المخلوقات والكائنات في هذا الوجود أن يكون خليفة لله في أرضه.. وجرت هذه المحاورة بين ربنا تبارك وتعالى وبين الملائكة الأبرار الأطهار الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.. شأنهم التسبيح والتقديس والتنزيه والعبادة..
قال ربنا سبحانه وتعالى للملائكة: إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً أي هذا الإنسان سيكون خليفةً لله تعالى في الأرض يقيم فيها حكم الله، ينشر فيها الخير ويحقق العدالة وينقل عن الله سبحانه وتعالى حكمه.. فاستغرب الملائكة وقالوا يا رب أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ.. لماذا يا رب تجعل في هذه الأرض من يعيث فيها فساداً؟ من يسفك الدماء ويقتل الأبرياء.. لماذا يا رب؟ وهذا الاستفهام من الملائكة إنما استفهام تعلم وليس استفهام اعتراضٍ على خلق الله.. فلا يكون في ملك الله إلا ما أراد.. لله الأمر من قبل ومن بعد.. كل شيء يجري في هذا الكون بأمره سبحانه وإرادته سبحانه.. لكن الملائكة أرادوا أن يستعلموا ليعلّموا أيضاً.. فقال الله تعالى: ﴿إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
أيها الإخوة: إن الله سبحانه وتعالى أراد بهذه الكلمات أن يعرّفنا قدر الإنسان ومكانة الإنسان وحقوق الإنسان، فالإنسان ليس أمراً عادياً بالنسبة لربنا سبحانه وتعالى.. فلا ينبغي أن يكون الإنسان مخلوقاً عادياً بالنسبة للناس.. إذا كان اليونانيون القدماء قد قالوا إن الإنسان حيوان ناطق أي مفكر، وإذا كان الماركسيون قد قالوا إن الإنسان حيوان منتج أي معطي، وإذا كان التطوريون قد قالوا إن الإنسان حيوان متطور.. فإن الإسلام يقول إن الإنسان مخلوق مميّز، إن الإنسان مخلوق مكرّم، إن الإنسان مخلوق معظّم.. وهذا ما يقوله ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ..[الإسراء:70]
صور تكريم الإنسان..
هذا التكريم له صور متعددة..
ê فبدأ الله تعالى تكريم الإنسان بأن قوّمه بأحسن صورة.. قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين:4]، أي في أحسن هيئة وأجمل صورة وإن الله تعالى جميل يحب الجمال فاختار للإنسان هيئة وصورة جميلة. وقال الله تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [التغابن:3] فلا يستطيع الإنسان أن يقول عن نفسه إنه ليس بصورة جميلة لأن الله تعالى صوّر الإنسان في أحسن صورة: الرأس، الأذنان، العينان، الأنف، الرجلان: اليدان، الجسد.. أحسن صورة للإنسان قياساً على سائر المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ[الانفطار:6]أي إن الله تعالى خلقك أيّها الإنسان خلقاً محكماً وصوّرك في أبهى وأحسن صورة. فالله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان في صورته، في هيئته، في ظاهره..
ê ثم كرّمه في نفخ الروح فيه.. فالإنسان يختلف عن الحيوان وعن النبات والجماد لأن الله تعالى نفخ فيه من روحه.. الإنسان ليس هذا الشكل الطيني من حيث الظاهر إنما هو نفخة من روح الله تعالى. يقول الله تعالى:
﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ[الحجر:29].
أسجد الله له الملائكة تكريماً له بعد أن نفخ فيه من روحه. فيا أيها الإنسان..
أتحسبُ أنّك جِرمٌ صغير :::  ::: وفيك انطوى العالم الأكبر؟
لا تحسب أنك أمرٌ هيّنٌ فأنت عند الله عظيم، أيها الإنسان لا تنظر إلى نفسك باحتقار فإنك في نظر الحق سبحانه وتعالى أمر عظيم جليل خطير.. نظر النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم إلى الكعبة المشرّفة فقال: "ما أعظمك وما أعظم حرمتك إلا أن وجه الأم أعظم حرمة عند الله منك"..
هذا هو الإنسان المؤمن جعله الله سبحانه وتعالى أعظم من الكعبة المشرّفة التي نركع ونسجد تجاهها وهي قبلتنا وقبلة المسلمين كلهم في العالم..
ـ إذاً أيها الإخوة إنّ الله تعالى كرّم الإنسان فأحسن صورته وخَلْقَه ونفخ فيه من روحه ثم سخّر له الكائنات: سخر له كل أنواع الطاقة في الأرض.. بل في الكون.. سخر له الطاقة الضوئية والمرئية.. وسخر له المعادن أعلاها قدراً وأقلها شأناً.. وسخر له الليل والنهار.. كما قال ربنا تعالى في القرآن الكريم ﴿وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَار * َوَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار﴾ [إبراهيم:33-43]
أي نعمة ستحصيها من ما أنعم الله علينا؟ نعمة الليل أم نعمة النهار؟ نعمة الشمس أم نعمة القمر؟ نعمة النور والضياء أم نعمة الظلام؟ إنها نِعم كثيرة نِعم جليلة سخرها الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان..
ولقد قام الإسلام أيها الإخوة بأول إعلان وأول ميثاق لحقوق الإنسان في الأرض.. قبل الإسلام لم يكن هناك للإنسان حق.. حتى في أوربة التي ادعت فيما بعد المدنية وعاشت الحضارة، لم يكن للإنسان فيها حقوق: لا حق الجنسية ولا حق الحرية ولا حق اعتناق الأديان ولا حق التعبير عن الرأي.. فجاء الإسلام ليعلن من خلال سيدنا رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم ميثاق حقوق الإنسان بل أول وثيقة لحقوق الإنسان في الأرض وذلك عندما خطب النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم في حجة الوداع خطبة مشهورة ابتدأها بقوله: "أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا اللهم قد بلغت اللهم فاشهد"..
هذه الوثيقة هي أول وثيقة لحقوق الإنسان في الأرض، حتى يكرّم ولا يُهان ولا يتجرأ أحد أن يأكل حقوقه أو أن ينتقص من قدره ومكانته.. إنها وثيقة تصون الدماء والأعراض والأموال فلا يجوز الاعتراض عليها ولا هضمها في ظل الإسلام..
تحت قبة الإسلام ليس هناك انتهاك للحرمات ولا للأعراض ولا إراقة للدماء ولا اعتداء على الأبرياء. في الإسلام الإنسان مكرم.. أياً كان دينك وأياً كان معتقدك، الإسلام يكون حرمة دمه وماله وعرضه.. كما قال النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.. هذا أول وثيقة في الإسلام وأول وثيقة في الأرض تحمي دم الإنسان ومال الإنسان وعرض الإنسان..
نعم أيها الإخوة: ربنا سبحانه وتعالى لم يكرّم الإنسان إلا ليعمر هذه الأرض ولكي يقيم حكم الله فيها ولكي ينشر فيها الخير ولتعم فيها العدالة وليكون الناس فيما بينهم يأمن بعضهم بعضاً حتى أن النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم بشر الناس في زمانه أن الراكب سيسير من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه... وقد تحقق هذا في عهود الصحابة الأوائل وفي عهود الفاتحين الأوائل وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه مدة خلافته يقول: (لو أن شاة كسرت على شاطئ الفرات لخشيت أن يُسأل عنها عمر!) لأنها في خلافته، والله سبحانه وتعالى جعله خليفةً على الأرض ومن واجبه أن يصون كلّ المخلوقات التي جعله الله تعالى مستخلفاً عليهم..
نعم أيها الإخوة: الإسلام رعى حقوق الإنسان وهو جنين في بطن أمه فحرّم قتله وإجهاضه: قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ [التكوير:8-9]
قال بعض العلماء المعمرين الموؤودة تشمل الإجهاض من غير عذر شرعي، فإذا كان الإسلام لا يبيح قتل الطفل الجنين في بطن أمه.. فكيف يبيح قتل الموؤودة التي ولدت على هذه الأرض كما كان الحال عليه في العصر الجاهلي قبل الإسلام.. كانوا يقتلون البنات خشية العار وكانوا لا يحبون إلا الذكور وتلك ثقافةٌ جاهلية.. إذاً ضمن الإسلام للإنسان حقه وهو جنين في بطن أمه، أفلا يضمن له حقه وهو يمشي على وجه الأرض ليُصلح فيها؟ ليكون من جملة خلفاء الله في الأرض، وليحقق فيها الأمن والأمانة والسعادة والعدالة والحرية والكرامة للإنسانية التي أرادها الله سبحانه وتعالى للإنسان..
نعم أيها الإخوة: عندما جاءت المرأة الجاهلية إلى رسول الله وهي حبلى من الزنا فقالت يا رسول الله طهرني.. أقم علي الحد.. تريد أن تتطهر من فاحشة الزنا فقال لها النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم: "اذهبي حتى تضعي حملك". فذهب المرأة فلما وضعت حملها جاءت إلى النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم تحمل جنينها وتقول يا رسول الله قد وضعته فطهرني وأقم الحد علي فقال لها: "اذهبي حتى ترضعيه حتى تفطميه" أي حتى تقضي حولان كاملان.
انظروا أيها الإخوة لحقوق الإنسان في الإسلام.. رفض النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم أن يقيم الحد على تلك المرأة حرصاً على الجنين، ورفض أن يقيم الحد على أمه وهو طفل رضيع لا يستغني عنها.. هكذا عظم الإسلام الإنسان وهكذا دلنا على مكانته في القرآن وفي السنة وهكذا ينبغي أن تكون مكانة الإنسان في حياتنا اليومية.. لذلك أيها الإخوة لم يكن من شأن الإسلام أن يكون دموياً أو عنيفاً أو ينسب له شيءٌ من الإرهاب كما يقول الغرب.. قالوا إن الإسلام دين عنيف دموي يحب الدماء، وهذا قول مرفوض..
والدليل:
ـ أن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه لما جهز جيش أسامة بن زيد إلى الشام قال له وصيته المشهورة: اغزوا على بركة الله فإذا لقيتم عدوكم فادعوهم إلى الإسلام فإن رفضوا فافرضوا عليهم الجزية فإن أبوا فالسيف.. ولا تقتلوا شيخاً ولا امرأةً ولا طفلاً ولا تعقروا خيلاً - لا تقتلوا خيلاً- إلا لمأكلة، ولا تقطعوا شجرة ولا تهدموا كوخاً ولا صومعةً ولا تقتلوا راهبا..
.. هذه الوصية تعتبر من الوثائق الهامة من حقوق الإنسان في الإسلام فهي ترعى الطفولة والشيخوخة، وتصون مكانة المرأة، وتحمي البيئة، وتعطف على أصحاب الضعف من العجزة والمسنين، وتحمي كذلك بيوت العبادة لغير المسلمين، وترعى حقوق الأديان السماوية كلها.. هذه هي وصية الإسلام وهي الوثيقة المهمة في تاريخ المسلمين التي تدل على حقوق الإنسان في الإسلام..
ـ ثم في عهد سيدنا عمر رضي الله تعالى: أقام العدالة كما تقضي حقوق الإنسان للإنسان فأقام الحد وضرب الأغنياء بالفقراء والسادة بالعبيد.. وليس أدل على ذلك ما حدث مع الأمير الغساني جبلة بن الأيهم الذي كان يطوف حول الكعبة وإلى جانبه أعرابي فوطأ ذلك الأعرابي عباءة الأمير الغساني بقدمه فلطمه الأمير الغساني، فاشتكى الأعرابي إلى عمر رضي الله عنه، فأقامهما أمام القضاء الإسلامي سويةً.. وقال سيدنا عمر: لطمة بلطمة أو يعفو ويصفح. فقال الأمير الغساني: أعرابي يلطمني يا أمير المؤمنين؟ قال بلى.. أجل لطمة بلطمة أو يعفو ويصفح.. فتدبر الأمير الغساني في الليل وأعلن هروبه وتبرؤه من الإسلام حتى لا تقام عليه عدالة الإسلام أمام أعرابي فقير.. ترك الإسلام وترك بلاد المسلمين ورحل عنهم..
ـ ومثل هذا حصل مع ابن أمير مصر عمرو بن العاص رضي الله عنه الذي تسابق ابنه مع رجل قبطي مصري، فلما سبقه القبطي ضربه ابن عمر بن العاص.. فشكا أمره إلى أمير المؤمنين عمر فأتى بهم جميعاً، وقال للقبطي المصري: اضرب ابن الأكرمين.. ففي الإسلام لا يهان الإنسان.. في ظل الإسلام يكرم الإنسان، وتبقى له مكانته أيا كان شأنه ودينه.. وهكذا عاش القبطيون في مصر في ظل الحكومة الإسلامية معيشة حرة كريمة ولم يطلبوا أن تتبدل تلك الحكومات الإسلامية أبداً...
أيها الإخوة.. أيها المؤمنون: إن الله تعالى جعل لهذا الإنسان مكانة وشأناً عظيمة، فلا يصح أن تنتقص هذه المكانة، ولا يجوز أن يهان الإنسان، بل علينا أن نسعى إلى تكريم الإنسان بشكل عام وخاصة المؤمن، فالإنسان المؤمن معظم ومكرم.. وخاصة الجار مع جاره والأخ مع أخيه والصديق مع صديقه.. وهكذا تتكامل المودّة والأخوّة في ظل الإسلام، ويعيش المسلمون حياتهم بأمن وأمان وكرامة وعدالة إسلامية تشمل الجميع، فلا يعتدي الغني على الفقير ولا يأكل ماله ولا حقوقه.. ولا يكون طماعاً في ماله وهذا من أكثر ما نواجهه في أيامنا هذه، حيث نجد البعض يشتد طمعه ويشتد جشعه ونحن في أزمة خطيرة علينا أن ينظر فينا الغني إلى الفقير نظرة إحسان وعطف ومرحمة.. وينبغي أن نترك في عاداتنا ما يسمى بالإثراء السريع.. فبعض الناس يلجؤون إلى عملية الربح الكثير الفاحش كما سماه الفقهاء، أو إلى الاحتكار، كما سمّاه النبي صلَّى الله عليهِ وسلَّم فقال: "لا يحتكر إلا خاطئ" أي آثم مذنب لأنه يغتنم حاجات الناس ولأنه يريد أن يصبح ثرياً على حساب حاجات الناس والضروريات التي يضطر الناس فيها معيشتهم اليومية...
أيها الإخوة المؤمنون: المؤمن لا يكتمل إيمانه إلا إذا أحب لأخيه المؤمن كما يحب لنفسه، وإذا أحب للإنسان ما يحب لذاته..
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من المتحابين فيه..
وأن يصلح أحوالنا وأن يفرج همومنا وأن ينفس كروبنا وأن يردنا إليه رداً جميلاً
وأن يسقينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين
إنه على كل شيء قدير.. أقول هذا القول وأستغفر الله...
 

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 5542

 تاريخ النشر: 23/01/2012

2012-01-25

زينا

جزاكم الله خيراً

 
2012-01-24

OLa Sabbagh

جزاكم الله خيراً.. انا معك بقضية أنه لماجاء الإسلام اعلن حقوق الانسان. ولكن أين هذه الحقوق الآن في ظل المجتمع الإسلامي؟ أي المسلمون الحق؟

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 160

: - عدد زوار اليوم

7446097

: - عدد الزوار الكلي
[ 54 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan