::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> مقالات المشرف

 

 

الدعوة إلى الله تعالى .. مفهومها و عالميتها

بقلم : الشيخ محمد خير الطرشان  

 


 

ورد لفظ الدعوة في القرآن الكريم في آيات كثيرة، وبمعانٍ متعددة، يهمنا هنا المعنيان الآتيان:

 المعنى الأول: الدعوة بمعنى التبليغ والبيان، ونقل هداية الله إلى الناس، وقد ورد في هذا المعنى آيات كثيرة منها:

 ـ قوله تعالى: (( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً...))  فصلت / الآية 24  

 ـ وقولهتعالى: (( قال رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً )) نوح / الآية 5

 ـ وقوله عليه الصلاة والسلام: ((  قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) يوسف/108

والدعوة لغةً: بمعنى التبليغ: اسمٌ من الفعل ((دعا))، مصدره ((دعاء)) والدعاء في اللغة:

الرغبة إلى الله تعالى فيما عنده من الخير، والابتهال إليه بالسؤال، ومنه قوله تعالى:

                (( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية...)) الأعراف/ الآية 55

والدَّعوة: المرة الواحدة من الدعاء ... والداعي: هو الذي يقوم بأمر الدعوة ويتحمل أعباءها

 كذلك ((الداعية)) والتاء فيه للمبالغة.

الدعوة اصطلاحاً: للدعوة في المصطلح الإسلامي مفاهيم متعددة، منها:

ـ تعريف الأستاذ البهي الخولي بقوله: (( هي نقل الأمة من محيط إلى محيط، تلك هي

   مهمة الداعية، فيها يندرج مجمل منهاجه ومفصَّله، ومن ظنها غير ذلك فقد جهل

    نفسه ورسالته)).

ـ وعرفها د. رؤوف شلبي بقوله: (( الدعوة الإسلامية حركة إحياء للنظام الإلهي الذي

   أنزله الله عز وجل على نبيه الخاتم للأنبياء..)).

وملخص هذه التعاريف الثلاثة: (( الدعوة إلى الله هي تبليغ الناس جميعاً دعوة الإسلام وهدايتهم إليها قولاً وعملاً في كل زمان ومكان بأسـاليب ووسائل خاصة تتناسب مع المدعوين على مختلف أصنافهم وعصورهم وثقافاتهم )).

المعنى الثاني: هو الدعوة العامة، بمعنى الدعوة إلى الإسلام من حيث هو دين، ووردت فيه آيات كثيرة، ومنها:

    ـ قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) الأنفال 

    ـ وقوله  تعالى: (( له دعوة الحق )) الرعد/ الآية 14.

والدعوة بهذا المعنى تستوجب على كل من يحمل لواءها معرفة خصائصها، ليتمكن الداعية من إيصال حقيقة الدعوة إلى المدعوين.

وخصائص الدعوة الإسلامية كثيرة متعددة ومنها:

1)  ـ ثبوت مصادرها.  2 )  ـ حفظها من النسخ والتبديل.  3)  ـ عالميتها

4)  ـ شمولها.  5)  ـ إنسانيتها.  6)  ـ واقعيتها.  

وغير ذلك من الخصائص التي تميز هذه الدعوة عن غيرها. ولئن كانت هذه الزاوية لا تستوفي الخوض في جميع هذه الخصائص، فسأتحدث عن عالمية هذه الدعوة طلباً للفائدة.

ـ العالمية لغة واصطلاحاً:

   ـ العالمية:بفتح اللام مصدر صناعي، ترجع إلى كلمة عالَم بفتح اللام ،

             و(( عالََم)) بفتح اللام: اسم لما يُعلم به، كخاتم ، وطابع، و.....

            والعوالم كثيرة منها: عالم الملائكة والجن والإنس والطير والكواكب....

   ـ وفي الاصطلاح: لها معانٍ كثيرة منها:

     قال القرطبي: (( قال قتادة: العالمون: جمع عالَم: وهو كل موجود سوى الله تعالى)).

    وجاء للشوكاني: (( قال الزجَّاج: العالم: كل ما خلقه الله عز وجل في الدنيا والآخرة))

 وملخص القولين: أن مضمون العالمية هو مضمون عالَم، ولفظ العالمين ((بفتح اللام)) هو مضمون العالم والعالمية، وبما أن المكلفين من العالمين هم الإنس والجن فالدعوة الإسلامية عامة لهما جميعاً

ـ أدلة عالمية الدعوة الإسلامية من القرآن والسنة:

   ـ من القرآن:

         قوله تعالى: (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )). الأنبياء/107

       وقولهتعالى : (( ومـا هو إلا ذكـر للعالميـن  )).  القلم/52 ، وآيات أخرى كثيرة

   ـ من السنة:

        ما أخرجه مسلم عن أبي هريرةtعن رسول الله r أنه قال: (( والذي نفس محمد

        بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي

        أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار )).

   والحديث في هذا الموضع يطول ، ولعل فيما أوردته خيراً وفائدة إن شـاء الله تعالى   وفقني الله وإياكـم، وجعـلنا من الدعـاة المخلصيـن إلـى الله تبـارك وتعـالى

      وجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 التعليقات: 0

 مرات القراءة: 4235

 تاريخ النشر: 06/03/2008

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 900

: - عدد زوار اليوم

7396335

: - عدد الزوار الكلي
[ 54 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan