::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> دراسات وأبحاث

 

 

المرأة والإعلام.. صخب لا ينتهي!!

بقلم : ماجد الغامدي  

 

¬  المرأة :

قليلون هم الذين إذا درسوا الجوانب الإعلامية المختلفة يحرصون على ذكر الإيجابيات لوسائل الإعلام، وإنما تطغى النظرة العامة فيكون الحديث منصب في جانب السلبيات فقط، ومن هنا أحببنا أن نطرح بعض الإيجابيات:

 

إيجابيات المرأة في الإعلام:

تعددية خدمة المرأة لمجتمعها، أظهرها الإعلام في جوانب متعددة منها:

( تربي أبناءها – في أعمال مختلفة تخدم مجتمعها تتناسب مع دورها..)

المرأة الإعلامية ظهرت إيجابية في صور متعددة لم نكن نتصورها، بمعنى أنه لم نكن نتوقع أن تُقدّم دوراً إعلامياً هادفاً إلا من خلال الإعلام الديني فقط، وحقيقةً أن الإعلام أظهر أن هناك العديد من النساء غير المتدينات يقدمن إعلاماً ايجابياً نافعاً، فهي (صحفية – كاتبة مقال – مديرة جهة إعلامية – معدة برامج – مذيعة...) وكل ذلك وهي تحمل قيمها ومبادئها وقبل كل هذا تحمل رسالة نبيلة تسعى لبثها للعالمين.

ظهور إعلام متخصص بالمرأة العربية يهتم بشأنها ومناقشة تفاصيل اهتماماتها وذلك بطرح نسائي ومشاركة نسائية وجمهور نسائي فكان أكثر نجاحاً لأن المرأة تفهم المرأة أكثر.

صنعَ الإعلام رموزاً نسائية مميزة في مجالات متعددة فرأينا: (الواعظة – المربية – الاستشارية – الطبيبة – المخترعة...) وخاصة في القضايا التي تختص بالنساء، فكم هي فرحتنا عندما نرى تلك المرأة المختصة تحمل الشهادة العالية في ذات المجال، فتطرح القضايا وتناقشها مع بنات جنسها بكل راحة وفهم متبادل بينهن، بخلاف عندما يكون المختص رجلاً فإن التحفظات تطغى والفائدة تتبعثر.

 

المرأة في الإعلام العربي:

      دائماً تُذكر المرأة في الإعلام على أنها مسلوبة الحقوق في عالمها العربي وقد حطّ من قدرها الدين الإسلامي، فكم من البرامج بثت من أجل هذا، وكم من المقالات كُتبت وكم وكم، حتى أصبحت المرأة العربية دائماً تتحدث بدور المظلومة والمتهمة، وأذكر هنا مثال بسيط لحال المرأة في الديانة اليهودية كما وردت في أصول اليهود، ثم نقول لماذا لم نرَه يظهر كنموذج ثم نقارن بين المرأة في الإسلام والمرأة في اليهودية، وإليك هذا الومضات السريعة عن حال المرأة في الديانة اليهودية:

-        الحد الأدنى لإتمام صلاة الجماعة في الديانة اليهودية هو عشرة ذكور، لا يصح أن يدخل بينهم النساء، ولو تجاوز عددهنّ المئات.

-         لا يجوز للنساء تلاوة التوراة أمام الحائط المبكى, وليس لهن الحق في المشاركة في العبادة.

-        الشال "الطاليات" الذي يرتديه هؤلاء الرجال اليهود للصلاة، من أهم أحكام طهارته ألا تلمسه النساء، ولو حصل وفعلت إحداهن، فلا يجزئ غسله ويلزم استبداله.

-        شهادة مائة امرأة تعادل شهادة رجل واحد.

-         المرأة كائن شيطاني، وأدنى من الرجال.

-        ورد في التلمود كتابهم المقدس: (إن المرأة هي حقيبة مملوءة بالغائط).

-        أما الدعاء الذي يتلوه هؤلاء اليهود مع إشراقه كل صباح، فيحمل بين كلماته زوايا سوداء من حياة نسائهم اليومية، إذ يقول الرجل: (مبارك أنت يا رب، لأنك لم تخلقني وثناً ولا امرأة, ولا جاهلاً) أما هذه المرأة اليهودية فتقول بانكسار: (مبارك أنت يا رب، الذي خلقتني بحسب مشيئتك).

-        تعتبر الزوجة جزءاً من ممتلكات زوجها، وله عليها السلطان الكامل وله الحق التصرف المطلق بزوجته.

 

المرأة والإعلام:

بداية أستعرض استطلاع رأي عام وكان السؤال عن: اهتمام كثير من القنوات الفضائية الترفيهية بالعنصر النسائـي؟ وافق 61.5% على أن العنصر النسائي يستخدم لعامل الجذب من قبل المحطات الفضائية لزيادة نسبة المشاهدين .

في دراسة قامت بها: الدكتورة عزة كريم  الرئيسة السابقة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية بالقاهرة، عن الفديو كليبات والعلاقات الزوجية توصلت إلى :

90% من الإعلانات تستخدم جسد المرأة كمثير جنسي لترويج السلع.

في مقابل:  8% من الإعلانات تهتم بشخصية المرأة.

 وأوضحت الدراسة كذلك أن: 80% من الإعلانات تركّز على القيم الاجتماعية السلبية.

89% على القيم الاقتصادية السلبية.

 

دراسة خطيرة:

وفي دراسة قدّمها باحثون إعلاميون حول القنوات الغنائية في مؤتمر: (الإعلام المعاصر والهوية الوطنية) والذي عُقد بالنصف الثاني من عام 2008م، وأقامته كلية الإعلام بجامعة القاهرة ناقشوا فيها (100) أغنية عربية:

احتوت هذه الأغاني على (7573) لقطة وتأمل القيم التي تحملها  وتبثها عبر الصورة الاحترافية الجذابة:

(2056) لقطة بها مشاهد راقصة

(1409) لقطة تركّز على المناطق المثيرة

(2400) لقطة قريبة من مناطق مثيرة

(146) لقطة تلامس

(126) لقطة عناق و ...

إذن ما هي القيم السامية التي بثتها هذه الأغاني والتي تمثّل قنواتها ما يقارب 48% من القنوات العربية.

 

¬  الشباب والشابات:

مدخل:

إذا تخرج الشاب العربي من المرحلة الثانوية (18 سنة)  يكون قد أمضى أمام الشاشة الصغيرة ما يساوي (22 ألف) ساعة تقريباً، في المقابل  يكون قد قضى في مقاعد الدراسة ما يقارب (14 ألف ) ساعة.

أسئلة بريئة:

-        من الذي قام بتربية عقل الطفل حتى أصبح شاباً؟

-        من الذي كان يملك أسلوب الجذب والمتعة أكثر (المدرسة, أم التلفاز)؟

 

إذا كان الإعلام الشهواني قد ركّز على شبابنا وفتياتنا فإنه بالمقابل فقد فتح الإعلام الإيجابي لشبابنا العديد من الفرص وجعلهم يكتشفون العديد من الآفاق ولذا ظهر في إعلامنا العديد من الشباب الإيجابيين: (المبدعون – المكتشفون – المخترعون ....) وقد أثبتت شواهد كثيرة أن لدينا عقليات فائقة الذكاء، ولدينا من الإمكانيات الجيدة وبقي أن نوظّفها بشكل جيد للإبداع وخدمة الدين والوطن.

ولكن مازالت العديد من الوسائل الإعلامية تهاجم القيم الفاضلة لدى الشباب لتُغير المفاهيم وتقلب الموازين.

 

¬   الإعلام والمجتمع:

من هم قدوات المجتمع؟

الإعلام بوهلته الأولى يُظهر لك أن القدوات هم: الممثلين، الفنانيين، اللاعبين....

أثبتت دراسات نفسية وتربوية: أن تكرار عرض أحد النجوم في فيلم سينمائي لسلوك معين أربع مرات (مثلاً: بطل يُدخّن أربع لقطات) كفيل بزرع هذه العادة في نفوس معجبيه.

 

¬   في الختام:

بعض الإعلاميين الذين يحملون القيم النبيلة ويحرصون على نشرها قد ييأسون إذا تأملوا في الواقع المجرد، وما ُيحيط بالإعلام القيمي من صعوبات وعقبات كثيرة.. وهنا ندعو للتفاؤل  وأن نتعلم الإيجابية من قصة هذا الحصان..

* *  قصة الحصان  * *

 وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحصان بالبكاء الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر يبكي لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛ التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر... في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة، وبعد عدد قليل، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره! كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض بسلام..

وهكذا..

تكثر الأوساخ التي يقذفها علينا الإعلام ذو القيم السلبية صباح مساء فهل سنرضخ ونستسلم لها أم سنتجاوزها ونبادر بتقديم إعلام قيمي هادف يرفعنا خطوة وأخرى حتى نصل إلى مستوى عال من المنافسة ويظهر نور القيم للناس مهما كنا الآن في أعماق آبار المشاكل الإعلامية وماعليك سوى أن تزيل التفكير السلبي فيها ثم تنطلق نحو العمل الإيجابي..

دمت إيجابياً..

 

 التعليقات: 3

 مرات القراءة: 4935

 تاريخ النشر: 05/12/2009

2010-12-17

المحبة

جمييييييييييل جدا اشكرك

 
2009-12-09

سهير أومري

الأفكار المطروحة في غاية الأهمية وأعتقد أن المقدمة التي تتحدث عن إيجابيات ظهور المرأة في الأعلام ليست مفعلة كما يجب في إعلامنا بدليل الإحصائيات المقدمة في المقال، وهذه الإحصائيات هي التي تجعل الحديث عن الإعلام العربي يركز على السلبيات كما تم التنويه في مقدمة المقال أما الخاتتمة فهي ما تتحمل أن يكتب فيها المقالات تلو المقالات وهي وضع آلية لتقديم الإعلام الذي ننشده من أين تبدأ المسؤولية ومن يتحملها وما الآليات التي يمكن أن تساعد في قيام هذا الإعلام لأن الأمر ليس أحلاماً وأماني ومهما توففنا وعددنا إيجابيات وسلبيات لن تكون محرضاً على التغيير ما لم نحدد تصوراً وآليات عمل لإيجاد البديل.... أرجو أن نقرأ في هذا الموقع الكريم مقالات أخرى في نفس الموضوع تتكامل فيها هذه الصورة وتكون ورقة عمل تقدم للدراسة والتنفيذ.... شكراً لإدارة الموقع الكريمة وأتوجه إلى السيد المشرف العام الشيخ محمد خير بالتهنئة على أداء مناسك الحج والعودة بالسلامة...

 
2009-12-05

الغالي

دراسة أكثر من رائعة .. جزى الله الإعلامي ماجد كل خير على جهوده .. ويارب أصلح أحوال الإعلام ..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 589

: - عدد زوار اليوم

7450571

: - عدد الزوار الكلي
[ 43 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan