::: موقع رسالتي - رؤية جديدة في الخطاب الإسلامي :::

>> كلمة المشرف

 

 

منهج الإمام الغزالي في الإصلاح

بقلم : الشّيخ محمد خير الطرشان  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم افتح علينا فتوح العارفين، ووفقنا توفيق الصالحين، واشرح صدورنا، ويسّر أمورنا، ونوّر قلوبنا بنور العلم والفهم والمعرفة واليقين، واجعل ما نقوله حجة لنا ولا تجعله حجة علينا برحمتك يا أرحم الراحمين.

وبعدُ أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أيها الإخوة: أجعل هذا الدرس من فحوى ما نعيشه في هذه الأيام، فبعد النّصر والثبات الذي أكرم الله به إخواننا على أرض غزة الصامدة، وحالة من الفوضى التي سادت في المجتمع العربي والإسلامي نتيجة انقسام الناس إلى فريقين؛ الفريق الأول: وهو الكثرة الكاثرة، وجلّ الناس تقريباً، وقفوا مع إخواننا المجاهدين من أهل غزة المرابطين، الذين أكرمهم الله تعالى بالثبات على أرض المعركة، وأما القلة القليلة: فهم الذين وقفوا يحمّلون المسؤولية لجهةٍ دونما جهة، هؤلاء - نسأل الله تعالى أن يردهم إلى الصواب – هم ممّن يخصهم هذا الكلام، ويخصنا بشكل عام في بعض مناحيه وبعض جوانبه.

 

 

 الغفلة هي سبب ضياع المسلمين:

        أ- دليل من السنة الشريفة:

إنه حديث الغفلة؛ الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، والغفلة عن كتاب ربنا، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وسأتناول هذا الموضوع من خلال حديث الإمام أحمد، الذي أخرجه في مسنده، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من يومٍ، إلا والبحر يستأذن ربه أن يُغرق بني آدم، والملائكة تستأذنه أن تعاجله وتهلكه، والرب تعالى يقول: ((دعوا عبدي، فأنا أعلم به إذ أنشأته من الأرض، إن كان عبدَكم، فشأنَكم به، وإن كان عبدي، فمني وإليّ، وعزتي وجلالي.. إن أتاني ليلاً قبِلته، وإن أتاني نهاراً قبلته، وإن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، وإن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإن مشى إلي هرولتُ إليه، وإن استغفرني غفرتُ له، وإن استقالني أقلْته، وإن تاب إلي تبت عليه، من أعظم منّي جوداً وكرماً، وأنا الجواد الكريم؟ عَبيدي يبيتون يبارزونني بالعظائم، وأنا أكلؤهم في مضاجعهم، وأحرسهم على فُرُشِهم، من أقبل إلي تلقيته من بعيد، ومن ترك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومن تصرّف بحولي وقوتي ألنت له الحديد، ومن أراد مرادي أردت ما يريد. أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي، وأهل طاعتي أهل كرامتي، وأهل معصيتي لا أقنّطهم من رحمتي، إن تابوا إلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب))".

أيّها الإخوة: هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من رواية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وقد ذكره الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لقول الله تعالى:[]وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ[] سورة الطور(6).كذلك أورده الإمام ابن القيم الجوزية في كتابه العظيم: "مدارج السالكين".

        ب- أسباب الغفلة:

الحديث أيها الإخوة يدور في فَلَكٍ عظيم، وهو فلك غفلة العبد عن الله سبحانه وتعالى، وغفلة العبد؛ إنما تنتج نتيجة الانغماس في الدنيا، والإعراض عن الله سبحانه، والإقبال على الشهوات، وأن يُكثر الإنسان من الاستعداد لدنياه، وينسى آخرته، فيضيِّعَ آخرته، وبذلك يكون قد خسر الدنيا والآخرة معاً. فما معنى أن يسأل البحر ربه سبحانه وتعالى كل يوم أن يُغرِق بني آدم؟ والملائكة أن تستأذن الله سبحانه وتعالى أن تعاجله وتهلكه؟ هذا يدل على أن الإنسان قسا، قسا قلبه، وأظلمت روحه، وأصبحت جوارحه في حالة من البُعد عما يرضي الله سبحانه وتعالى، يده تبطش وتأكل الحرام، رجله تمشي إلى المنكر، بطنه لا يبالي ما أكل؛ أمِن حالٍ أو من حرام، وهكذا سائر الجوارح، لا يغض بصره، ولا يغض طرْفه، ولا يمنع سمعه عن الموبقات، وعن الفواحش، حتّى عن أبسط الأمور، كالغيبة والنميمة التي نهى عنها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، ونهى عنها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

        جـ- نتائج الغفلة:

هذه الغفلة هي التي أوصلت مجتمعنا العربي والإسلامي إلى حالة التشويش، التي يعيشها في هذه الأيام. هذه الغفلة هي التي جعلت كثيراً من شبابنا يتيهون، ولا يعرفون الحق من الباطل. هذه الغفلة كانت سبباً واضحاً في ضياع كثيرٍ من شباب وبنات المسلمين وراء أهوائهم وشهواته.

 

 

 كيف ينبغي أن تنهض هذه الأمة؟

        لذلك، كان لا بد من وقفة أمام هذا الموضوع، وعودة إلى الماضي، عودة إلى القرون الأولى؛ التي كان فيها أصحاب الهمم العالية من العلماء العاملين، ومن القادة الفاتحين، كانوا يزرعون للمستقبل، وكانوا يحسنون بناء الأجيال، وكانوا يفكرون تفكيراً عميقاً بقواعد نهضة هذه الأمة. كيف ينبغي أن تنهض هذه الأمة، وما هي شروط النهضة، وما هي أسسها التي ينبغي أ ن تقوم عليها؟

        أ-  نبذة بسيطة عن حياة الإمام الغزالي:

أيها الإخوة: للحديث عن هذا الموضوع، لا بد أن نعود إلى ما يزيد على خمسة قرون، أو ستة قرون، أو سبعة قرون، نعود إلى القرن الخامس الهجري، هذا القرن الذي شهد مرحلة من التحول؛ في الجانب العلمي، والمعرفي، والثقافي، والجانب السلوكي الأخلاقي أيضاً. هذا القرن شهد وجود كثيرٍ من العلماء، الأعلام، الأمجاد، أمثال الإمام أبي حامد، "محمد بن محمد الغزالي" - رحمه الله تعالى – الذي كان مُجَدِّدَ زمانه، والذي كان وحيد دهره وعصره، والذي وضع شروطاً لنهضة هذه الأمة، تمثلت هذه الشروط في بعض الجوانب التي سنتحدث عنها بشكل دقيق و مفصل. الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – وُلد سنة (450) للهجرة، تلقّى علومه في بلدة طوس، ثم رحل إلى نيسابور، وهناك تفقّه على إمام الحرمين الشريفين: الإمام "الجويني" – رحمه الله تعالى – وظهر عنده ذكاء الإمام الغزالي وتفوقه، لذلك رضيه الإمام الجويني مُعيداً لدرسه، كان يقرأ الدرس بين يديه، والإمام الجويني هو الذي يشرح ويبين ما غمض من المسائل. في هذه الفترة؛ صمم الإمام الغزالي كتابه "المَنخول"، وهو كتاب في قواعد علم أصول الفقه، ثم عرضه على شيخه الجويني، فعلق عليه قائلاً: "دفنتَني وأنا حيّ، هلا صبرتَ حتى أموت؟". الإمام الجويني - شيخ الإمام الغزالي - يُعلق على كتاب تلميذه: "دفنتني وأنا حيّ، هلا صبرت حتى أموت؟". وهذه حقيقةً تعد شهادةً عظيمة من الإمام الجويني لتلميذه الإمام الغزالي رحمه الله تعالى. فالإمام الغزالي كان صاحب جاذبية عظيمة لكل من جالسه، ولكل من درس عنده، لذلك استطاع الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – أن يصل إلى درجة عالية عند الوزير نظام الملك، ونظام الملك أسند له مهمة التدريس في المدرسة النَّظّامية عام (484) للهجرة، ولقّبه بلقب"زين الدين شرف الأئمة"، والوزراء والأمراء آنذاك كانوا يعطُون هذه الألقاب، فلا يُعطونها من فراغ، وإنما نتيجة واقع عظيم لحظوه، وشاهدوه من الإمام الغزالي رحمه الله تعالى. لمّا بلغ الإمام الغزالي هذه الرتبة، قدِم إليه الطلاب من جميع الأرجاء، وأقبل عليه العلماء من مختلف المذاهب والفِرق، وتعجبوا من علمه، وعجبوا من كلامه، ودوّنوه في مصنفاتهم، وفي كتبهم، حتى صار لرأي الإمام الغزالي مكانة عالية في إدارات الدولة، وفي ولايات السلاطين. وهكذا ظل الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى –  يتنقل من منصب إلى منصب إلى منصب، إلى أن بلغ أعلى الرتب والمراتب، وصار رجلاً عظيماً، وتفرد في العلم، وأصبح مرجعاً لكل من أراد
أن يستفتي، أو لكل من أراد أن يجد المشورة العلمية عنده.

        ب- الأمران اللذان بدأ بهما الإمام الغزالي منهجه الإصلاحي:

لا شك أن الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – كان يبحث عن منهج في الإصلاح، هذا المنهج في الإصلاح نظر إليه لمّا رأى الناس في حالة من الغفلة، تُشبه إلى حد قريب الغفلة التي نعيشها في زماننا هذا؛ غفلة عن الله سبحانه وتعالى، غفلة عن القرآن، بعداً عن السنّة النبوية، انقطاعاً بيننا وبين سير الصالحين من السلف الصالح، وصدر الإسلام الأول، والقرون الهجرية الثلاثة الأولى، التي هي قرون الخيرية، وما تلاها من القرون التي شهدت الفتوحات الإسلامية، والبطولات العظيمة، والتي شهدت أيضاً النشاط العلمي، والاجتهاد، وتحرير الفتوى، وضبط المسائل، وانتقال العلماء إلى أقاصي وأطراف الدنيا، ونقلهم لعلوم الشريعة الإسلامية بشكل دقيق، وشكل عظيم. إذاً، الإمام الغزالي لما رأى الناس في حالة من هذه الغفلة، عمد إلى أمرين اثنين، أراد أن يبدأ بهما منهجه في الإصلاح.

1- مراجعة المعتقدات التي تلقاها من مجتمعه:

 الأمر الأول: بدأ مراجعةً علميةً لكل الأفكار، والمعتقدات، والتصورات التي تلقاها من مجتمعه. هذه التصورات، وهذه الاعتقادات التي فرّقت بين الإسلام الذي جاء به القرآن والسنة، وبين مفهوم الإسلام الذي ورثه الناس عن آبائهم، وأجدادهم، وعن المجتمع الذي يحيط بهم. هناك فرق كبير أيها الإخوة بين الإسلام الذي أنزله الله تعالى، إسلام القرآن والسنة، إسلام النبي صلى الله عليه وسلم، إسلام الصحابة، إسلام التابعين، إسلام الأولياء، والمجتهدين، والعارفين. هذا الإسلام لم يبَدَّل، ولم يُحرّف، ولم يُزوّر، ولم يُشوه، أما في مراحل متأخرة، أصبح الإسلام موروثاً عن عادات، وتقاليد، وأعراف درج عليها كثير من الناس، حتى أن كثيراً من العادات في زماننا، يمكن أن تفوق التشريع الإسلامي، عادةٌ تغلب تشريعاً، هذه مشكلة خطيرة! وهذا دلالة على أننا في كل عصر بحاجة إلى مراجعة لأفكارنا، مراجعة لمعتقداتنا التي ترسخت في أفهامنا، وأذهاننا؛ نتيجة تكريسها من قِبل الناس، من قبل الآباء، والأجداد، والمحيط الذي من حولنا، حتى كأنها أصبحت جزءاً من التشريع الإسلامي الذي لا يقبل النقاش، والذي هو نوع من أنواع القواعد الكلية، أو ما جاء ثبوتياً في نصه، وفي دلالته، وقطعياً في دلالته ومؤداه. أبداً أيها الإخوة! هناك كثير مما ورثناه ممن حولنا، مما نسمعه، من محيطاتنا، يحتاج إلى إعادة نظر، وهذا هو السبب الذي أدى إلى غفلتنا، وأدى إلى بعدنا عن الله سبحانه وتعالى، وأدى إلى أن نأخذ بعض القواعد التي ننسبها إلى الإسلام، وليست من الإسلام، والتصرفات التي نحكمها على أنها إسلامية، وهي ليست إسلامية، حتى أنني لا أبالغ إذا قلت: إن هناك إسلاماً مستورداً؛ مستورَداً من خارج أسوار البلاد، مستورداً من الغرب، إسلاماً مشوباً بالتشويش، مشوباً بالعنف، مشوباً بالإكراه، إسلاماً مليئاً بالكراهية، إسلاماً مليئاً بالتكفير، والتفسيق، والزندقة، هذا ليس إسلام القرآن والسنة، وليس إسلام النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة، وليس إسلام التابعين، والعلماء المجتهدين، أمثال الإمام الغزالي، وأبي حنيفة، والشافعي من قبل، رحمهم الله تعالى. هذا الإسلام هو مما ينبغي أن يعاد النظر به، أي ما ورثناه، وما أخذناه من محيطنا، وما جاءنا من خارج الأسوار، هو ما ينبغي أن يُعاد النظر فيه؛ حتى لا نلبس إسلامَنا الحقيقي، إسلامنا الناصع، إسلامنا الصافي، إسلامنا النقي بهذه الأشياء التي ترِدنا من هنا وهناك، لذلك اعتمد الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى –  مراجعة الأفكار، والمعتقدات، والتصورات التي تلقاها من مجتمعه؛ ليميز للناس بين الإسلام الذي هو القرآن والسنة، الإسلام الذي هو الإجماع والقياس، الإسلام الذي هو منهج السلف الصالح، والعلماء المجتهدين من صدر الإسلام الأول، والقرون الأولى، ومن تبعهم، وبين الإسلام الذي يرثه الناس عن آبائهم وأجدادهم، وعن المحيط الذي عاشوا فيه؛ نتيجة ما تشكّل لديهم من عادات، أو أعراف، أو تقاليد، شابه رائحة الدين، وهي أبعد ما تكون عن جوهر الإسلام والدين. هذه مسألة.

2- مراجعة الاتجاهات النفسية:

 المسألة الثانية التي انتبه إليها الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: مراجعة الاتجاهات النفسية، والاتجاهات الحقيقية التي كانت سائدة آنذاك، والتي ساهمت في أن ينحرف الفرد عن عبادة الله – سبحانه وتعالى – إلى عبادة الناس، إلى عبادة النفس، إلى تألِيه البشر، إلى تقديس ذوات الناس، بعيداً عن تقديس الله سبحانه وتعالى. هذه العادات والاتجاهات أدت إلى أن يغرق الإنسان في الدنيا، وأن يتهالك عليها، وأن يتنافس فيها، وأن يبتعد عن الزهد فيها.

 

 

 كتاب إحياء علوم الدين، وأهميته في النهضة:

لذلك، الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى – لمّا وجد الناس يتثاقلون إلى الأرض، يغرقون في دنياهم، يعيشون حالة من الفوضى، زهِد في الدنيا، وأعرض عنها، ومال إلى هذا المبدأ، الذي هو مبدأ الإعراض عن مظاهر الدنيا، فترك جميع مناصبه في المدرسة النظّامية، وتوجه نحو دمشق، وقضى فيها نحو عشر سنوات، كان يتنقل فيها ما بين دمشق، وبيت المقدس، والحجاز. وكانت له في المسجد الأموي بالشام غرفة تسمى إلى اليوم الغرفة الغزالية، أو القاعة الغزالية. هذه القاعة أقام فيها الإمام الغزالي – رحمه الله – قريباً من عشر سنوات، وفيها وضع كتابين، ألّف كتابين؛ الكتاب الأول: كان يخصه هو ويعنيه بالدرجة الأولى، وهو "كتاب المنقذ من الضلال"، وهو كتاب تناول فيه الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – مرحلة الانتقال من الشك إلى اليقين، واستطاع أن يبعد فيه ما يسمى بالفلسفة عن حقيقة التوحيد بالله سبحانه وتعالى. وهذا كتاب كان يعنيه هو، أكثر مما يعني مَن حوله. لكنّ الكتاب الثاني كان يخص الناس جميعاً إلى يومنا هذا، بل إلى قيام الساعة، وهو كتاب" إحياء علوم الدين".

        أ- نبذة عن مضمون الكتاب:

وفي هذا الكتاب إحياءٌ للدين، وفي هذا الكتاب تجديد للدين، لذلك أنصح كل مستمع، وكل قارئ، وكل محب للعلم والمعرفة أن يقتني كتاب"إحياء علوم الدين"، وأن يدرسه على شيخ ثقة معتمد، أو أن يقرأ فيه وحده قراءة تأمّل، وقراءة تدبرٍ ووقوفٍ عند معانيه، وعند أبعاده، وعند محتواه. هذا الكتاب أيها الإخوة هو كتاب تصحيح السلوك الإنساني، السلوك البشري، السلوك للإنسان المسلم، السلوك للإنسان بشكل عام. يعني عندما يبدأ الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – فيتحدث عن التوبة، ويُتبِع التوبة بالحديث عن الإخلاص، ونبذ الشرك والرّياء، ثم يتحدث عن الصدق، ويحذّر من الكذب، ثم يتحدث عن الوفاء، والمواثيق، والعهود، ويحذر من الخيانة، ونبذ العهود، ونقضها. وهكذا يتكون كتاب الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – من كل ما تعاني منه أمراض البشرية. هو كتاب علاج الأمراض، وهو كتاب علاج القلوب، وهذه القلوب تصدأ، وجِلاء هذه القلوب أن تعيش دائمة، في ذكر لله سبحانه وتعالى، وتذكر لأمراضها، وأخطائها،كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب". هكذا توجه الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى - بعدما صحب شيخه "الفضل بن محمد"، وهو تلميذ الإمام "أبي القاسم القشيري". الإمام أبو القاسم القشيري له كتاب مشهور جداً، هو كتاب "الرسالة القشيرية"، وهو كتاب يُدَرَّس في المعاهد الشرعية، ويدرس أيضاً في بعض حلق العلم، عند كبار المشايخ. هذا الكتاب يقوّم السلوك الإنساني، ويجدد العهد والصلة مع الدين والتدين الصحيح، بل إنه يرقق القلب، ويصفي النفس، ويشرح الصدر، ويزيد المؤمن صلةً بالله سبحانه وتعالى، ويبعده عن الغفلة التي وقع فيها كثيرٌ من الناس في هذا الزمان، وفي كل زمان. إذاً الإمام الغزالي – رحمه الله – بعد عودته إلى بغداد؛ قرأ كتاب إحياء علوم الدين، الذي ألفه خلال تجواله بين بلاد الشام، ما بين دمشق، وبيت المقدس، والحجاز، والحرمين الشريفين.

        ب- الهدف من الكتاب:

وكان الهدف من تأليف هذا الكتاب أن يحقق الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – أمرين عظيمين:

1- تخريج جيل متعاون يحقق نهضة الأمة:

الأمر الأول: أن يخرّج جيلاً جديداً من العلماء، ومن القادة الذين يعملون على وحدة الأفكار، والذين تتكامل جهودهم بدل أن تتصارع، والذين يخلصون غايتهم لله سبحانه وتعالى، ويكثفون هذه الجهود فيما يحقق نهضة لهذه الأمة. هذه هي الغاية الأولى.

2- معالجة الأمراض التي تنخر الأمة:

وأما الغاية الثانية: فهي التركيز على الأمراض الرئيسية التي تنخر في الأمة من داخلها. وهذا خير ٌمن أن تشتغل بالمضاعفات الناتجة عن هذه الأمراض، أو ما يسمى بالأخطار الخارجية.

 إذاً الإمام الغزالي انتبه إلى هذه الأمراض، وخاصة مرض الغفلة عن الله سبحانه وتعالى، والانغماس في الملذات، والشهوات، وكل ما يبعد الإنسان عن ربه تبارك وتعالى، فسعى إلى معالجة هذه الأمراض، كما أنه سعى إلى تكوين جيل جديد من العلماء، ومن القادة، ومن المفكرين، ومن المصلحين، يستطيعون أن يقودوا هذه الأمة، ويحركوها في الاتجاه الصحيح، وأن تكون نهضة الأمة نهضة صحيحة سليمة.

        جـ- إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم:

لذلك الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – بدأ الإصلاح من ذاته، ومن نفسه، فغير على قاعدة: []...إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ...[] سورة الرعد (11). انطلاقاً من هذه القاعدة تحول الإمام الغزالي، ذلك الرجل العالم، الذي كان له مهابة عجيبة، والذي كان له حضور ٌعظيم، والذي كان له مناصب متعددة، تحول من كل هذه العظمة، إلى إنسان زاهد في الدنيا، مُعرض عنها، مُقبل على الله سبحانه وتعالى. يقول أحد أقران الإمام الغزالي – ممن كان يتابعه، ويعيش معه – لقد قُدِّر  لباس الإمام الغزالي ومركوبه لما كان في نظّامية بغداد، بخمسمئة دينار... خمسمئة دينار ذهبي! لبْس الإمام الغزالي، وثيابه، وملابسه، وعطوره، وكل ما يتعلق بذلك. قال: فلما تزهّد، وأعرض عن الدنيا، قُدر ذلك كله بخمسة عشر قيراطاً! يعني دراهم معدودة. أصبح ثوبه عادياً، وأصبح لباسه متواضعاً، وأصبح مركوبه وملبسه ومأكله ومطعمه.... كل ذلك شيئاً متواضعاً، وشيئاً عادياً، بعيداً عن أبّهة الملك، وعظمة الرياسة والزعامة. طبعاً الإمام الغزالي – رحمه الله – رُزق من البسطة في العلم، والجسم، والنطق، والخاطر، والعبارة، والجاه، والعلوّ في المنزلة مالم يُعطَه أحدٌ من رجالات عصره وزمانه. ومع ذلك، فقد تخلى عن ذلك كله، واستطاع أن يهيئ جيلاً عظيماً، جيلاً قائماً على أساس وجود الأمة الإسلامية ووحدتها، التي مهمتها حمل رسالة الإسلام، والدفاع عنها، جيلاً عظيماً يلتزم بمنهج التغيير؛ التغيير في النفس، التغيير في الذات أولاً، ثم التغيير في المجتمع.

        ء- معالجة الغزالي لفكرة قابلية الهزيمة:

الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – كان يعالج قضية ما يسمى بقابلية الهزيمة، بدلاً من التباكي على مظاهر الهزيمة، يعني كما يحصل الآن في زماننا، بدلاً من أن نحمل المسؤولية التي وقعت في معركة غزة، معركة الصمود، معركة الفرقان، معركة البطولة التي أكرم الله تعالى بها إخواننا في الثبات، والحفاظ على مواقفهم، بدلاً من أن نعيش زمناً نحملهم المسؤولية، ونقيم المهاترات عبر وسائل الإعلام المأجورة، والتي تسعى إلى تشويش المسلمين وتفريق وحدتهم، وتمزيق صفهم، علينا أن نفكر بقابلية الهزيمة. يعني المسلمون انهزموا في غزوة أحد، فكانت هزيمتهم درساً، ولم تكن نهاية للإسلام، وأفاد المسلمون من غزوة أحد الكثيرَ ، فجددوا قوتهم، وجددوا عددهم، زادوا عددهم وعُدتهم، فكانت الخندق معركةً فاصلة بين الحق والباطل، وأعادت زهوّ انتصار المسلمين في معركة بدر، ثم تتالت المعارك الإسلامية، ينتصرون فيها معركة بعد معركة، فالإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – كان يعالج فكرة قابلية الهزيمة؛ هزيمة النفس، الهزيمة أمام الشهوة، الهزيمة أمام العدو، الهزيمة أمام المعاصي، الهزيمة أمام كل شي، بدلاً من أن يبكي الإنسان على مظاهر الهزيمة، وعلى نتائج الهزيمة، ولا يستطيع أن يحقق أي شيء.

 

 

جيل صلاح الدين– ثمرة جهود الغزالي وأمثاله- جزء كبير من الحل بإذن الله:

 لقد استطاع الإمام الغزالي إذاً أن يؤسس جيلاً عظيماً، ليظهر فيما بعد ما سُمِّي بجيل صلاح الدين، جيل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى، جيل القيادة، جيل الصلاح، جيل البطولة، جيل الفداء، جيل التضحية، جيل المقاومة، هذا الجيل الذي هيأ له الإمام الغزالي عشرَ سنوات في دمشق، وبيت المقدس، والحجاز، ثم عشرات السنين في بغداد، أنتج عام (532) للهجرة صلاح الدين الأيوبي؛ الرجل البطل الذي كان من خصائصه وصفاته تقوى الله سبحانه وتعالى، وخشيتُه، و الذي كان من صفاته وخصائصه أنه يحب القتال والجهاد في سبيل الله تعالى، وكان لا يخشى في الله لومة لائم، صلاح الدين الأيوبي كان رجلاً عابداً، كان رجلاً زاهداً، استطاع بفضل الله سبحانه وتعالى أن ينتصر في معركة حطين، عندما قاد هذه الحرب التاريخية العظيمة، وكان شعاره فيها "واإسلاماه"، كان شعاره فيها "الله أكبر"، كان شعاره فيها "حيّ على الجهاد". ولم يكن شعاره فيها ما نسمعه بين حين وآخر من دعوات إلى عنصرية، أو مذهبية، أو قومية، أو غير ذلك، بل كان شعاره"واإسلاماه"، شعاره"الله أكبر"، شعاره"حيّ على الجهاد". إن الذي أسس لنشوء جيل صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله تعالى – إنما هو الإمام الغزالي – رحمه الله – وأمثاله من العلماء، أمثال الإمام"أبي القاسم القشيري"، والإمام "عبد القادر الجيلاني"، والشيخ"رسلان الدمشقي"، والشيخ"أبو مدين المَغربي"، والشيخ فلان وفلان من العلماء..... الذين كان لهم قيادات روحية، وتأثير عظيم في نفوس الناس، وإصلاحهم، وجعْلهم يخرجون عن الغفلة عن الله سبحانه وتعالى. هذا هو المرض الخطير الذي أصاب الأمة، وهذا ما ينبغي أن نعالجه، وهذا ما ينبغي أن نركز عليه من خلال حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه عن رب العزة سبحانه وتعالى، والذي يفتح فيه ربنا تبارك وتعالى البابَ واسعاً وعريضاً للإقبال عليه:"... وعزتي وجلالي.. إن أتاني ليلاً قبلته، وإن أتاني نهاراً قبلته، وإن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً، وإن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، وإن مشى إلي هرولتُ إليه، وإن استغفرني غفرتُ له، وإن استقالني أقلُته، وإن تاب إلي تبت عليه... ".

 

 

 دروس يجب أن نستفيد منها:

أيها الإخوة: إنّ ما نحن فيه اليوم ينبغي أن نستفيد منه دروساً عظيمة، دروس على مستوى ملوكنا وزعمائنا لإقامة سنة الله في الحكم، وهي العدل، وإقامة الحق. الله تعالى يقول: []لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ...[] سورة الحديد (25). هذا العدل هو أساس الحكم، إقامة الحقوق، وإعطاء الحقوق لأصحابها هو أساس الحكم، كما قال أحد العلماء:"المُلك والإسلام مع الظلم لا يدوم، والملك والكفر مع العدل يدوم". إذاً هذا درس عظيم لملوكنا، لقادتنا، لزعمائنا أن يُفيدوا منه؛ لإقامة الحق والعدل، وبسط العدل في الأرض، حتى يعم الخير بين الناس، ويكون أحد شروط النهضة على كافة المستويات. الشيء الثاني: درس لقادتنا، أن يتعلموا سنة الله في العمل، وهو الإخلاص والصواب، درس في الإخلاص والصواب، نأخذه من الإمام الغزالي رحمه الله تعالى، ومن المقاتل البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله؛ لأن اجتماع الصفتين أو الأمرين شرط النجاح في الدنيا، والقبول في الآخرة. الإمام "الفضيل بن عياض" – رحمه الله تعالى – يقول:"الإخلاص شرط لنجاح العمل في الدنيا، ولقبوله في الآخرة". والله – سبحانه وتعالى – أشار إلى هذا الأمر بقوله: []...إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ...[] سورة فاطر (10). فالكلم الطيب – كما يقول المفسرون – هو الصواب، وأما العمل الصالح فهو الإخلاص. فهناك حاجة ضرورية، ملحّة إلى كل من يعمل في أي جانب من جوانب العمل – سواء كان عملاً سياسياً، أو عملاً اقتصادياً، أو عملاً تجارياً – أن يحرص على الصواب، وأن يحرص على الإخلاص. هناك درس آخر، يستفيد منه المربون، من سنة الله سبحانه وتعالى في التغيير، التي عرضها الإمام الغزالي – رحمه الله تعالى – في نشأته، وفي بداية سلوكه هذا المنهجَ: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، لا يغير ما بقوم من أحوال يُؤسَف عليها، من معتقدات فاسدة، من طرائق تفكير مخالفة، من أفكارٍ ومفاهيمَ مغلوطة، لا يغيرها الله سبحانه وتعالى حتى يغير الإنسان ما في نفسه من هذا المعتقدات الفاسدة، والأفكار الخاطئة، والمفاهيم المغلوطة، وطرائق التفكير المخالفة. إذاً التغيير يتجلى في مراجعة مناهجنا التي نربي عليها الناشئة، والأطفال، والأجيال، والتي أدت إلى تخريج أجيال تتعايش مع الهزيمة، وكأنه أمر طبيعي، تستمرئ الذل، تتثاقل إلى الأرض، تعبد المال، تركن إلى الاستهلاك، ويسيطر عليها التراخي، والكسل، وحب الدَّعة والخمول. هناك درس أيضاً، درس يستفيد منه قادتنا العسكريون: وهي سنة الله سبحانه وتعالى في النصر، والجهاد، والثبات، والبطولة؛ سعياً لإحياء مفهوم"الله أكبر"، والشعار العظيم؛ شعار"واإسلاماه"، الذي قاتل فيه ومن أجله صلاح الدين رحمه الله تعالى. []يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ[] سورة الأنفال (45). هكذا أيها الإخوة نشأ جيل صلاح الدين، وهكذا استطاع صلاح الدين – رحمه الله تعالى – بعد أن بذل له الإمام الغزالي حوالي خمسين سنة من حياته، في العلم والتعليم، والتأليف، ونشر الفكر الصحيح، والهداية والنور والبصيرة.

 

 

 دعاء:

 اللهم إنا نسألك أن تردنا إلى دينك رداً جميلاً، وأن تصلح فساد قلوبنا، وأن تحقق لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه دينك وطاعتك، وترد فيه إلى الصواب من فسد فكره، وعقله، ومن تشوشت عقيدته، ومن زاغ بصره. اللهم انصرنا على عدوك وعدونا، وثبت أقدامنا، وأقدام عبادك المجاهدين المقاتلين يا رب العالمين؛ حتى يغدو هذا الدين إن شاء الله، ورايته تخفق في كل البقاع، ورايته ترفرف في كل مكان، اللهم انصر دينك، اللهم انصر دينك، واحمِ شريعتك، وأيّد جندك بتأييد من عندك، وأمِدّهم بمدد يا رب العالمين. والحمد لله رب العالمين. وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 ..................................

 حلقة من برنامج "نور على نور" أذيعت بتاريخ 7/2/1430هـ – 2/2/2009 م

 

 

 من هم المعنيّون بهذا الخطاب؟

 

^

 

^

 

^

 

^

 

^

 

^

 

^

 التعليقات: 2

 مرات القراءة: 5716

 تاريخ النشر: 07/02/2009

2009-02-08

علاء الدين آل رشي المدير الإعلامي في مركز الناقد الثقافي

في البداية أبارك للشيخ خطوته التحليلية لمنهج الشيخ الإمام الغزالي يرحمه الله تعالى في الإصلاح ومانحتاج اليوم إلى فقه وفقر وفكر وهي ثلاثية سمعتها من الشيخ الدكتور حسام الدين الفرفور حماه الله وأعتقدأنها الجبهات الثلاث التي تحرك من خلالها الإمام الغزالي . وأما بشأن رعاية شركة مرتديلا هنا للبرنامج فتلك خطوة رائدة وحكيمة أن تكون شركة تحمل بعد الغذاء والطعام في يد واستذكار مرضاة الله في رسالتها وقلبها في الحياة أبارك للموقع ريادته ولمرتديلا هنا خطوتها ، وأشهد أنها شركة تستحق الدعم والتأييد بعد أن راهنت في ترويج بضائعهاعلى غير ( بوس الواوا ) بل على احترام قيم التحضر والرقي التي يمثلهابرنامج نور على نور تحية لها وألف صحة وبركة لمن وقف مع الهنا ودعمها.. من (جدة غير ) كما يسمونها حيث بركة بيت الله وروضة رسول الله عابقة سلام وتقدير وأمنيات طيبة للموقع ولشيخه ولشركة هنا وسكب الله عونه ورضاه على الجميع .

 
2009-02-07

ريما الحكيم

جزاك الله كل خير حضرة المشرف العام على تنزيل الحلقة بشكل مكتوب على الموقع، كونها كانت رائعة بالفعل، وعلمتنا فيها منهجاً للإمام الغزالي - رحمه الله - يصلحنا ويفيدنا في تقويم حياتنا لعل أمتنا تفيق وتستيقظ من غفلتها وتسعى إلى تحقيق نهضتها، منهج على كل منا أن يسعى إلى التزامه، علينا أن نلتزمه بشكل جماعي، لا فردي، وليكن هذا المنهج الذي ساعد في إيقاظ الأمة ونصرتها في الماضي، هو المنهج الذي سيوقظ الأمة الآن، مع بعض التعديلات التي تناسب عصرنا الحالي، جزاك الله كل خير، وبارك لنا في موقعنا الكريم - رسالتي . نت - ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

ملاحظة:
الآراء المنشورة لاتعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو القائمين عليه، ولذا فالمجال متاح لمناقشة الأفكار الواردة فيها في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
1- يحتوي على كلمات غير مهذبة، ولو كانت كلمة واحدة.
2- لايناقش فكرة المقال تحديداً.

 

 2006

: - عدد زوار اليوم

7406487

: - عدد الزوار الكلي
[ 62 ] :

- المتصفحون الآن

 


العلامة الشيخ محمد حسن حبنكة الميداني


العربيــة.. وطرائق اكتسـابها..
المؤلف : الدكتور محمد حسان الطيان








 
   

أحسن إظهار 768×1024

 

2006 - 2015 © موقع رسالتي ، جميع الحقوق محفوظة

 

Design & hosting by Magellan